في الفسيفساء الفنية، حيث تُرسم الصورة البهية بألوان الإبداع، يبدو أن بعض القطع تفقد بريقها سريعًا. محمد سلام، فنان ربما أضاع بوصلته بين جنبات الفن الرفيع وأخذ ينحت في صخر الجدل مسيرة متعثرة. سلام، الذي كان يمكن أن يُصبح علامة فارقة في سماء الفن، يبدو أنه يختار الإبحار ضد تيار الأصالة والمهنية.
“سيرة عرجاء: البدايات المتذبذبة”
تقول الأرقام أن بداية محمد سلام لم تكن محض صدفة، بل كانت مليئة بالأعمال التي تنبئ بموهبة فريدة. لكن سرعان ما تحول الطريق المستقيم إلى مسلك متعرج. بعض قراراته التي بدت وكأنها نابعة من زلزال فكري لا من تخطيط مدروس، تركت الجمهور في حيرة من أمره.
“تحولات مثيرة للجدل: خطوات تتساقط كأوراق الخريف”
من مواقفه السياسية إلى تصريحاته الثقافية، باتت خطوات سلام تتساقط كأوراق الخريف، بلا هوادة. هل هي شجاعة أم تهور؟ يتساءل النقاد. لكن الأكيد أن كل خطوة متسرعة قد أفقدته جزءًا من جمهوره وأضعفت ثقة زملائه به.
“صدى الأرقام: مشاهدات متدنية وإيرادات تتراجع”
لا يمكن لأرقام الإيرادات ونسب المشاهدة أن تكذب. فقد شهدت الأعمال الأخيرة التي قدمها محمد سلام تراجعًا ملحوظًا، مما يعكس حالة الاستياء العامة. ففي زمن كان يُفترض أن يكون فيه ذروة العطاء، يجد سلام نفسه في مواجهة مع النقد الجماهيري والفني.
“أصداء النجوم والجمهور: مرآة لا تعكس إلا الحقيقة”
الفنانون في السعودية والعالم العربي لم يخفوا استياءهم من التوجهات الأخيرة لسلام، فقد اعتبرها الكثيرون خروجًا عن النص الفني وتجاوزًا للخطوط الحمراء. والجمهور العربي الذي عودته الشاشة على التحفظ والرقي، بدأ يعبر عن خيبة أمله عبر منصات التواصل الاجتماعي بشكل لاذع.
“مستقبل تحت وطأة الأسئلة: هل من مجيب؟”
مع كل هذا الغبار الذي أثاره، يقف محمد سلام اليوم أمام مفترق طرق، والسؤال الملح: هل يمكنه تغيير مساره الحالي؟ أم أن الأوان قد فات لإصلاح ما أفسده الدهر؟
في النهاية، لا يُمكن للنقد أن يكون غاية في حد ذاته، بل يجب أن يكون بداية لمرحلة جديدة من التفكير والتعقل. ليست الفكرة في تشويه ما بناه سلام، بل في إلقاء الضوء على الدروس المستفادة لتكون للفنان ولجمهوره عبرة وللمستقبل مرساة. فهل يتعظ محمد سلام أم يستمر في ركوب موجة الجدل بلا قلب؟ الجواب، كما يبدو، سيختمر في قادم الأيام.